عقب عودته من جديد.. تعرف على قصة مدفع رمضان في القاهرة
“مدفع الأفطار.. اضرب” مشهد الأفطار ارتبط بوجدان المصريين في شهر رمضان الكريم لعقود طويلة، بإطلاق قذيفة من مدفع آثري من فوق قلعة صلاح الدين التاريخية في سماء القاهرة، في توقيت الغروب، والتي دائمًا ما تعرضها قنوات التلفزيون الرسمية طوال أيام الشهر الفضيل، ليطلق عليه بين المصريين مدفع رمضان، ويكون أحد الطقوس الخاصة في مصر.
مدفع رمضان
ذلك المدفع يعود من جديد اليوم الثلاثاء بقرار من وزارة السياحة والاثار المصرية إطلاق مدفع رمضان عقب فترة توقف دامت ما يقرب من ٣٠ عامًا، وذلك من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة كما كان قديمًا، وذلك بعد قيام الوزارة بترميمه ليعود انطلاقه من جديد إبتداء من اليوم الثلاثاء أول أيام الشهر الكريم، منوهاً للصائمين عن موعد الإفطار.
قصة المدفع
وتروي إحدى القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي “خشقدم”، حين أراد أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام ١٤٦٧م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
وهناك قصة أخرى تقول أن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فتنطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك.
وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد اضيف إطلاقه فى السحور والأعياد الرسمية.
المدفع
ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هى مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١م عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود فى الفوهة والأخر لاطلاق القذيفة.
وعلى الرغم من مرور ٣٠ عاماً منذ توقفه إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.