سياحة

كأس الخليج يعيد البصرة لخريطة السياحة العالمية

محتوى المقالة

عادت إلى الواجهة صورة العراق التي يريد أبناؤه إظهارها. صورة بدر شاكر السياب أحد أبرز رواد الشعر الحر في العالم العربي، وشارع الفراهيدي توأم شارع المتنبّي في بغداد الذي يجمع الموروث الأدبي للمدينة الجنوبية.

ينكبّ المشجعون أيضاً على زيارة متحف البصرة الحضاري الذي افتتح في العام 2016 ويتخذ من أحد القصور الرئاسية الفخمة التي بنيت في عهد صدام حسين.

يقول الإداري في المتحف حيدر الحلفي لفرانس برس إنه “منذ انطلاق بطولة خليجي 25 نستقبل مئات الزائرين يومياً من دول الخليج” للوقوف على الطراز العمراني الزخرفي الذي يعود عميقاً في التاريخ.

في إحدى القاعات، يتجوّل العُماني عبد الله النعيمي منبهراً بما يراه من آثار.

يقول الثلاثيني لفرانس برس “أشعر كأن العراق ببعده التاريخي يحضر الآن في قاعات العرض هذه من جديد، هذا هو العراق الحقيقي الذي كنا نسمع عن عمقه التاريخي. أعتقد أن بطولة كأس الخليج العربي أتاحت لنا فرصة ثمينة”.

وفي قاعة أخرى خصصت لعرض قطع نقدية تعود إلى العصر البابلي وتماثيل فخارية، راح الإماراتي أحمد الكعبي يتفحصها عبر عدسات مكبرة متحركة وضعت على واجهة العرض الزجاجية.

يقول المهندس الكعبي (35 عاماً) والذي يزور البصرة للمرة الأولى “في السابق كنا نقرأ عن تلك الآثار من خلال الكتب، أما اليوم نتلمسها عن قرب، هذا واحد من الأماكن الممتعة (…) وسيدفعنا لزيارات أخرى في المستقبل”.

وللمفارقة، فإنه بسبب الحركة التجارية البحرية، عرفت أسواق تجارية في المدينة بأسماء دول كانت مصدراً لإيصال السلع والبضائع إليها مثل سوق الكويت، وسوق الهنود المخصص للبهارات والتوابل والشاي. ولكن لم يتبقَ من تلك الأسواق غير أسمائها.

– خدمات فندقية رديئة –
لكن رغم المتعة، تبقى السلبيات حاضرة على الصعيد الخدمي، إذ عانى المشجعون من مشاكل الوصول إلى ملاعب المباريات لعدم توفير السلطات المحلية واللجنة المنظمة باصات لنقلهم إلى الملاعب.

وتتسبب الازدحامات باختناقات مرورية يومية في شوارع المدينة نتيجة تردي مستوى الخدمات، وشبكات الطرقات التي عفا عليها الزمن.

يقول خيري حبيب (33 عاماً) وهو أحد المشجعين الآتين من العاصمة بغداد رفقة مجموعة من أصدقائه لفرانس برس “للأسف الشديد لم تتوفر خلال البطولة وسائل نقل المشجعين إلى الملاعب. نضطر لأخذ باصات أجرة يستغرق وصولها إلى الملعب ساعات عدة”.

ويضيف “بطولة كأس العالم في قطر انتهت قبل فترة قصيرة وليس من باب المقارنة لكن هناك تجارب يفترض أن تهتم بها اللجنة المنظمة والحكومة المحلية في البصرة. لا نطلب قطارات حديثة ومترو بل نريد باصات تنطلق بانتظام وهذا غير متوفر”.

وعانى عدد من المشجعين أيضاً من قلة الفنادق الحديثة الملائمة للإقامة طيلة فترة البطولة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الإقامة حيث بلغت كلفة الليلة الواحدة بين 250 و400 دولار.

أدى ذلك إلى اضطرار أعداد كبيرة من المشجعين، خصوصاً القادمين من البحرين والإمارات، للسفر إلى محافظتي كربلاء والنجف جنوب البلاد والعودة في يوم المباريات إلى البصرة لعدم وجود فنادق كافية، وفق إحدى الشركات السياحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى