تصوير (تميمة سا) ورمزيته في الفن المصري القديم
كتبت_دعاء عاطف:
(سا) هي علامة هيروغليفية تعني الحماية والوقاية وتعني كذلك تميمة وتعويذة وحجاب، إستخدمت هذه العلامة منذ عصر الدولة القديمة كتميمة في تصميمات الحلى، وزاد إستخدامها خلال عصر الدولة الوسطى في تشكيلات الحلي، وأستخدمت وحدها أو مرتبطة بعلامات مثل (عنخ) و(چد) و(واس) وأستخدمت مع علامتي (عنخ) و(نب) لتعطي كلمه بمعنى (كل الحياة والحماية)، وكانت تزين جانبي التوابيت…
و(سا) هى علامة تصويرية مصرية قديمة تشبه قطعة إسطوانية من الأقمشة أو الحبال طرفيها مضمومين بشكل يُظهر الجزء المستدير للعلامة على هيئة العروة، وهى تشبه لحد كبير ما يضعه الرعاة حول أعناقهم في مناظر الرعي، ويُعتقد أن الغرض من هذا الرمز والذي كان يوضع حول رقاب وصدور الرعاة هو الحماية من قرون الحيوانات، وعلى ذلك فإن الرمز قد إستخدم كرمز مقدس للحماية منذ أقدم العصور
وذهب أحد الآراء إلى أن العلامة ربما تُمثل أحد أنواع الملابس المصنوعة من حزمة من البردي والتي كان يرتديها الصيادون لمساعدتهم على النجاة من الغرق (طوق النجاة) أو أنها تُمثل حزمة ملفوفة من البردي ومربوطة بشكلٍ معينٍ وهى بذلك تحمل نفس المغزى والمعنى كرمز للحماية.. وأعتقد فريق آخر من علماء المصريات أن العلامة تُمثل رحم إيزيس مما كان له الأثر في إرتباطها بالولادة أو أنها تُمثل عقدة سحرية تساعد على الحماية…
وقد إرتبطت تميمة (سا) بالحماية السحرية ودفع الأرواح الشريرة المؤذية عمن يرتديها وشاع إستخدامها كتميمة خلال عصر الدولة الوسطى، وكثر تصويرها كعنصر زخرفي وفني على بعض قطع الأثاث والحلي ضمن رموز الحماية الأخرى، وهى رمز وقائي كانت تفضله النساء الحوامل والامهات لحماية اطفالهن من الشر والحسد والسحر، لذلك كانت كثيراً ما تصور به النتر (تاورت) الحامية للنساء الحوامل اثناء الولادة، كذلك كان يصور برفقة النتر (بس) الذي يقوم بدور الحامي للاطفال، وكانت تميمة (سا) يرتديها الاحياء وتوضع مع الموتى في لفائف الكتان للوقاية من الارواح الشريرة، وجلب الحظ والسعادة حيث كان لها ارتباط بالحياة والخلود…